
10 كتب ل"ليو تولستوي" عليك أن تقرأها
الكونت ليف نيكولاييفيتش تولستوي، والمعروف أيضا باسم ليو تولستوي يعتبر أحد أعظم روائيي القرن التاسع عشر .. في هذه المقالة سوف نلقي نظرة على أفضل أعماله، من روايات ملحمية وروايات عكست صور المجتمع الروسي الذي ترعرع فيه إلى روايات نقلت أزماته الروحية وما أعقبها من إعادة الاستيقاظ الداخلي.
آنا كارنينا (1887)
تعدّ آنا كارنينا، أعظم رواية كتبت على الإطلاق حسب الكثير من كبار المؤلفين، الرواية وهي أول ما كتب تولستوي ترسم بجلاء صورة حية للمجتمع الروسي المعاصر، حيث تروي قصة آنا كارنينا، امرأة المجتمع الروسية التي تجد نفسها سجينة للعادات والأعراف المجتمعية والتي تصارع للهرب من زواج فاشل إلى حب ممنوع وعواقب مأساوية مرورا بصراعات كثيرة بين القلب والعقل ثم بين الحب والواجب .. فيودور دوستويفسكي، أحد عمالقة الأدب الروسي، وصف آنا كارنينا بأنها "عمل فني لا تشوبه شائبة"
الحرب والسلام (1869)
سطر ليو تولستوي روايته هذه في أكثر من 1000 صفحة وبأكثر من 580 شخصية فريدة (بعضها تاريخي والكثير منها خيالي).. إذا كنت تبحث عن قراءة خفيفة وسهلة فبإمكانك تخطي رواية الحرب والسلام لصالح شيء أقل تعقيدا غير أنه، من ناحية اخرى، ليس من السهل تجاوز هذه التحفة العظيمة وواحدة من روائع الأدب الروسي.. أما أولائك القادرون على خوض غمارها فهم موعودون بالكثير من من الدرر الأدبية المختبئة بين صفحات هذه الرواية الملحمية التي تسطر حياة شبكة من العائلات الروسية الأرستقراطية إبان الغزو النابليوني، كما تجدر الاشارة إلى أن رواية الحرب والسلام تأثرت في العديد من أحداتها بمشاهد المعارك في رواية "البؤساء" لفيكتور هوغو.
The Kreutzer Sonata (1889)
عنوان هذه الرواية مقتبس من أحد معزوفات موتسارت.. تعتبر هذه الرواية الأكثر إثارة للجدل والتي تم حضرها من قبل السلطات الروسية بعد نشرها في عام 1889. تحكي الرواية صراعات الشخصية الرئيسية الداخلية بسبب غيرته المتعاظمة حد البارانويا في ما يتعلق بعلاقة زوجته مع شريكها الموسيقي ، يصور تولستوي في روايته "كروزر سوناتا" تفاصيل النفاق الإجتماعي التي طبعت العلاقات الزوجية في القرن التاسع عشر، كما يقيم عايدة دور الموسيقى، الفن، الحب والرغبة في المجتمع، بالاضافة للعلاقات المعقدة والمتعددة الأوجه بين الجنسين.
وفاة إيفان إيليتش (1886)
واحدة أخرى من روايات تولستوي الشهيرة، "موت إيفان إيليتش" تعالج أحد المواضيع الحساسة والمتمثلة في الموت والوفاة، عندما يواجه قاضي المحكمة العليا والبطل ايليتش ،ولأول مرة، نهايته المحتومة .. كتب تولستوي هذه الرواية إبان أزمة روحية عميقة كان يمر بها في تلك الفترة من حياته، كما يعتبر هذا العمل ذروة مسيرة أدبية مدتها تسع سنوات منذ نشر آنا كارنينا.. ثم إن هذه الرواية تأسر الانتباه بشكل غريب، إذ تجلى فيها إكتشاف تولستوي للفلسفة وفكرة الخلاص في المسيحية، هذا الميل نفسه هو الذي أدى إلى طرده من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لاحقا.
رسومات سيفاستوبول (1855)
تمثل الفترة التي قضاها تولستوي كملازم أول في سلاح المدفعية إبان حرب القرم أساس هذه القصص القصيرة الثلاث، وهي من بين كتاباته الأولى .. وتستند قصص "سيفاستوبول في ديسمبر"، "سيفاستوبول في مايو" و "سيفاستوبول في أغسطس" على تجارب تولستوي الخاصة في الحرب، بحيث كان هدف الرئيسي من ذلك هو إيصال صور الفظائع الحقيقية للحرب إلى الشعب الروسي.. كما أن العديد من الأحداث التي رواها في هذه القصص شكلت المادة الخام لمقاطع من عمله الضخم اللاحق : الحرب والسلام
القيامة (1899)
تدور هذه الرواية، والتي ترجع إلى أواخر القرن التاسع عشر، حول جهود النبيل ديمتري إيفانوفيتش نيخليودوف في محاولته الخلاص من خطايا والآثام التي ارتكبها في حياته،. وهي آخر رواية لتولستوي قبل وفاته في عام 1910.. سيكون للقراء علاقة معقدة مع البطل المعذّب ومحاولاته البائسة من أجل الخلاص والغفران بما أن قرارات نيخليودوف المضللة وأخطاء الشباب لا تختلف في الغالب عن قراراتنا. القيامة هي عرض لاذع للتحيزات التي لا تعد ولا تحصى لنظام قضائي قاصر من صنع الإنسان ونفاق المؤسسات، في حين أنها تستكشف أيضا مفاهم الفلسفة الاقتصادية الجورجية و التي أصبح تولستوي أحد دعاتها الأقوياء في نهاية حياته.
القوزاق (1863)
كانت هذه الرواية القصيرة في البداية بعنوان "الشاب الفتي" ، ويتبع هذا النبيل ديميتري أولنين ، والذي يشبه إلى حد كبير تولستوي نفسه ، بعد أن أصبح محبطًا من حياته المتميزة. سيرة ذاتية جزئية ، لها جذورها الخاصة في تجارب تولستوي العسكرية تجاه المراحل المتأخرة من الحرب القوقازية ، لكن القصة الخيالية للأرستقراطي الروسي الذي يقع في حب فتاة القوزاق لها العديد من أوجه الشبه مع آنا كارنينا. بدأ تولستوي كتابة "القوزاق" في عام 1857 ، ثم أكملها بعد ست سنوات فقط لتسديد ديونه بعد الخسارة المؤلمة بشكل خاص في البطاقات ، لكن إنهاءها السريع لا يزيل بالتأكيد من قيمته
اعتراف (1882)
بحلول عيد ميلاده الخمسين ، كان تولستوي قد كتب بالفعل الروايات المشهود بها بشكل كبير والتي تضمن موقعه كواحد من عمالقة الأدب الروسي. ومع ذلك، وعلى المستوى الشخصي، فقد مر بأزمة أخلاقية وروحية عميقة. كان على حافة الانتحار عندما وجد نفسه ملزما بإيجاد "معنى الحياة" بقراءة واسعة ونزيهة للنصوص الدينية الرئيسية. إن كتاب السيرة الذاتية هذا هو وصية صريحة وصادقة بشكل غير عادي لهذا الزمن المضطرب يروي فيها رحلته من الأزمة الأخلاقية العميقة إلى استيقاظه الروحي لاحقا.
مملكة الله داخلك (1894)
بحث تولستوي الفلسفي عام 1894، الذي نشر بعد أزمة روحية عميقة وما تبعه من تحول إلى المسيحية المتحمسة، يستكشف العلاقة الحاسمة - حسب قوله - بين النزعة السلمية والدين. لقد كان اعتقاد تولستوي الذي لا يتزعزع في "قلب الخد الآخر"، الذي أدى في الواقع إلى حظر هذا الكتاب في روسيا لأن رسالته كانت تشكل تهديدًا للكنيسة وللحكومة. ومع ذلك، لم يؤد ذلك أبداً لإبطاء انتشار أفكار تولستوي حول المقاومة اللاعنفية، والمواضيع التي تم التطرق إليها داخل صفحات ملكوت الله، كان لها تأثير عميق على بعض الشخصيات المحورية في القرن العشرين، بما في ذلك غاندي ومارتن لوثر كينغ جونيور.
ما أؤمن به (1885)
هو واحد في سلسلة من الكتب التي نشرها بعد أزمته الوجودية العميقة في الخمسينات من عمره، يشكل هذا الكتاب وصفاً صريحاً للغاية وبشكل استثنائي لهذه الفترة المضطربة من حياته، "ما أؤمن" به هو مؤلف غير-خيالي ضمنه تولستوي تفسيره الخاص للتعاليم المسيحية واللاهوت.. "ما أؤمن" ليس واحدا من أسهل أعماله، هو عالم بعيد عن عوالم أعماله الأولى الخيالية يخط فيه الكاتب استيائه من الكنيسة الروسية الأرثدوكسية على وجه الخصوص ونفاق الدين المنظم بشكل أعم.. عليك فعلا أن تقرأ هذا الكتاب إذا أردت فهما عميقاً لشخصية وحياة واحد من أعظم الروائيين على في كل العصور.
المصدر (بتصرف بسيط)
شارك هذه المقالة : | غرد |